نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 31
إليه ، والمنكر لذلك إمّا معاند لجوج أو مجامل لجوج . بل نقول : إن المنكر لذلك منكر لما هو ضروريّ في الدّين ، فهو مرتدّ من الدّين ( ومن يرتد عن دينه فأولئك هم الكافرون ) ( 1 ) يشمله ، فيجب أن يجري عليهم أحكام الارتداد ، بل يجب إعدامهم لكونهم مؤسّسين للفساد ، ولا يختصّ رفع الفساد في الأرض بالمسلمين ، بل يجب على عامّة العباد . إذا عرفت ما تلونا عليك فاعلم أنّ مراده من أوّل مقاله بعد التّسمية بقوله : « اعلم يرحمك » إلى آخر كلامه أنّ التوّحيد عبارة عن إفراد الله تعالى وتخصيصه بالعبادة ، فلا يشرك في عبادته أحد ، فكلُّ من أشرك أحداً في العبادة مع الله فهو مشرك يجب قتاله ، كما قاتل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) المشركين لذلك مع كونهم قائلين بالله الخالق الرازق المحيي المميت المدبّر ، ويوضّح أنّ هذا خلاصة مقالاته الّتي يشير إليها بعد ذلك ، وأنت عرفت ممّا ذكرنا أنّ العبادة بالمعنى المذكور في المقدّمة مختصّة بالله تعالى ، لكنّ ما ذكره من اختصاص التوّحيد بذلك ، وكون التوّحيد الّذي قاتل [ عليه ] النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) المشركين مختصاً بالتوّحيد في العبادة باطل لا ينبغي صدوره عن العاقل ؛ لأنّ التوّحيد للذات أعلى وأشرف ما يتحقّق به التوّحيد ، بل ليس
1 - انظر الآية : 30 من سورة التوبة .
31
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 31