نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 158
ومنها ما أفاده ( عليه السلام ) أيضاً بقوله « علمه بحالي حسبي عن سؤالي » بعد كونه جواباً لسؤال مقدر من جبرئيل ( عليه السلام ) وهو أنّه بعد قول إبراهيم ( عليه السلام ) : « أمّا إلى الله فنعم » كان في نيّته وعزمه السؤال عن وجه عدم إظهارها لله تعالى ، فقال ( عليه السلام ) قبل إظهاره ذلِك ما قال من أنّ علمه بحالي حسبي عن سؤالي . ومنها الإشارة بالجواب المذكور إلى أنّ العارفين بالله المخلصين له والمشتاقين إليه لا يسألون الله دفع شيء ممّا بهم من الآلام والأذى ، لعلمهم بأن الله فعل بهم وفي حقّهم ما يصلحهم ويحتاجون إليه من غير سؤال لفظي وإلحاح نطقي ، وأنّه تعالى يدفع عنهم ما يضرّهم وما لا ينفعهم ؛ لعدم الحاجة إليه ، وإنّما يسأل الله تعالى الحوائج المنظورة لهم والمستحسنة عندهم بعقولهم المشوبة بالأوهام أرباب العقول الناقصة ، وقد تقدّم أن معنى : ( أُدْعُوني أسْتَجِبْ لَكُمْ ) ( 1 ) وقوله تعالى : ( أُجيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ ) ( 2 ) حققناه في بعض مصنفاتنا وتلك الإشارة كانت لأجل تنبيه جبرئيل ( عليه السلام ) إلى أنّ سؤاله عن وجه ترك طلب الحاجة من الله تعالى في سويداء قلبه لا وجه له ، وفي غير محلّه ، وكأنّه قال : يا جبرئيل لا ينبغي لمثلي طلب شيء من الله تعالى لأنه يفعل بي
1 - سورة غافر : الآية 60 . 2 - سورة البقرة : الآية 186 .
158
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 158