نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 83
تبصرة وإيضاح تقلب وإيقاظ عن إغفال في استدلال القائل بقوله تعالى : ( قل لله الشّفاعة جميعاً ) إسقاط لما قبل الآية وذيلها بما يتّضح به حقيقة المطلوب والمراد ؛ فإنّ الآية السابقة عليه قوله تعالى : ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشّفاعة جميعاً له ما في السّماوات والأرض ثم إليه ترجعون ) ( 1 ) توبيخ في الآية الشريفة لعبدة الأصنام بالاستفهام الإنكاري اللّومي ؛ حيث قالوا فيما يعبدون من الأصنام : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، معلّلاً للتوبيخ بأنّ الشفيع لا بدّ في شفاعته أن يكون مالكاً للشفاعة ، ومختاراً للمشفوع لأمر يستشفع عنده ، أو يكون عالماً عاقلا موجهاً مستحقاً للإكرام والاحترام ، بقبول شفاعته لمقام علمه وشرف عقله ، وحينئذ فلا تستحق الأصنام مقام الشّفاعة مع كونها آلهة عندهم ، بل الشّفاعة كلّها لله ، ولا شريك له في ذلِك ، فهو بنفسه شفيع للمقرّبين والمذنبين عند نفسه برحمته الواسعة ، وبجعل الشفيع عنده بمن عيّنه شفيعاً لقربه إليه بشرف العلم والعقل ، وهو المأذون من طرفه في شفاعة المذنبين المصرّين وقضاء حوائج المحتاجين ، لكونه تعالى مالك ما في
1 - سورة الزمر : الآيتان 43 و 44 .
83
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 83