نام کتاب : حديث سد الأبواب ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 71
وحقيقة الحال في هذا الحديث هو : أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمر بسدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد تنزيهاً له عن الأدناس وتجنيباً عن الأرجاس ، وحتى باب عمّه حمزة سيّد الشهداء عليه السلام سدّه على ما كان عليه من الفضل والقرابة والشأن الرفيع ، والأحاديث الدالّة على كون ما ذكرناه هو السبب في سدّ الأبواب كثيرة عند الفريقين . لكنّه إنّما لم يؤمر بسدّ بابه وباب عليّ وأجاز مكث عليّ وأهل بيته ومرورهم من المسجد - في حال الجنابة - لكونهم طاهرين مطهَّرين بحكم آية التطهير النازلة من ربّ العالمين وغير هذه الآية من أدلّة عصمة أهل البيت وامتيازهم بهذه الخصيصة عن سائر الخلق أجمعين . . . فبابهم لم يُسدّ لعدم الموجب لسدّه كما كان بالنسبة إلى غيرهم . . . وبهذا ظهرت ميزة أُخرى من مميّزاتهم [1] . . . الأمر الذي أثار عجب قوم وحسد أو غضب قوم آخرين . . . . ثمّ إنّ هذا الحسد لم يزل باقياً في نفوس أتباع أُولئك . . . كمالك وأمثال مالك . . . فحملهم الحسد لعليٍّ والحبّ لأبي بكر - وهو ممّن سُدّ بابه كما هو صريح أخبار الباب - على أن يضعوا له في المقابل حديثاً ويقلبوا الفضيلة . . . ! والواقع : أنّ هذا الوضع - في أكثره - من صنع أيّام معاوية . . . لكن
[1] وممّن نصّ على هذه الميزة والاختصاص المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : 141 .
71
نام کتاب : حديث سد الأبواب ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 71