نام کتاب : حديث خطبة علي بنت أبي جهل ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 39
وكونه من عمّال بني أُميّة ومشيّدي سلطانهم ، حتى أنكر عليه ذلك العلماء والزهّاد ، فقد ذكر العلاّمة عبد الحقّ الدهلوي بترجمته من « رجال المشكاة » : « إنّه قد ابتلي بصحبة الأمراء بقلّة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهّاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرّهم ! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت ؟ ! » . ومن هنا قدح فيه ابن معين فقد حكى الحاكم عن ابن معين أنّه قال : « أجود الأسانيد : الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد اللّه ; فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري ! ! فقال : تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري ؟ ! ! الزهري يرى العرض والإجازة ، ويعمل لبني أُميّة ; والأعمش فقير صبور ، ومجانب للسلطان ، ورعٌ عالم بالقرآن » [1] . وبهذه المناسبة كتب له الإمام زين العابدين عليه السّلام كتاباً يعظه فيه ويذكِّره اللّه والدار الآخرة وينبّهه على الآثار السيّئة المترتّبة على كونه في قصور السلاطين ، من ذلك قوله : « . . . واعلم أنّ أدنى ما كتمت وأخفَّ ما احتملت أن آنستَ وحشة الظالم ، وسهّلت له طريق الغيّ . . . أو ليس بدعائه إيّاك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسُلّماً إلى ضلالتهم ، داعياً إلى غيّهم ، سالكاً سبيلهم . . . احذَر فقد نبّئتَ ، وبادِر فقد أحِّلْتَ . . . ولا تحسب