نام کتاب : تفسير آية المباهلة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 82
صلّى اللّه عليه [ وآله ] وسلّم وحده كاف ، ولو كان المراد بمن يدعوه معه أن يستجاب دعاؤه لدعا المؤمنين كلّهم ودعا بهم ، كما كان يستسقي بهم وكما كان يستفتح بصعاليك المهاجرين ، وكان يقول : وهل تُنصرون أو تُرزقون إلاّ بضعفائكم ؟ ! بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم ! ومن المعلوم أنّ هؤلاء وإن كانوا مجابين ، فكثرة الدعاء أبلغ في الإجابة ، لكن لم يكن المقصود دعوة من دعاه لإجابة دعائه ، بل لأجل المقابلة بين الأهل والأهل ! ونحن نعلم بالاضطرار أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه [ وآله ] وسلّم لو دعا أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وغيرهم للمباهلة ، لكانوا أعظم الناس استجابةً لأمره ، وكان دعاء هؤلاء وغيرهم أبلغ في إجابة الدعاء ، لكن لم يأمره اللّه سبحانه بأخذهم معه ، لأنّ ذلك لا يحصل به المقصود . فإنّ المقصود أن أُولئك يأتون بمن يشفقون عليه طبعاً ، كأبنائهم ونسائهم ورجالهم الّذين هم أقرب الناس إليهم ، فلو دعا النبيّ صلّى اللّه عليه [ وآله ] وسلّم قوماً أجانب لأتى أولئك بأجانب ، ولم يكن يشتدّ عليه نزول البهلة بأولئك الأجانب ، كما يشتدّ عليهم نزولها بالأقربين إليهم ، فإن طبع البشر يخاف على أقربيه ما لا يخاف على الأجانب ، فأمر النبيّ صلّى اللّه عليه [ وآله ] وسلّم أن يدعو قرابته وأن يدعو أولئك قرابتهم .
82
نام کتاب : تفسير آية المباهلة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 82