في زمرة هذا النبي صلى الله عليه وسلم وتحت لوائه ويوردنا حوضه ويرزقنا شفاعته ورضاه عنا ويجعلنا من المتبعين لسنته السالكين بهديه بمنه وكرمه آمين ( الفصل الخامس ) كان المقصود بهذا كله تحقيق السماع ونحوه من الأعراض بعد الموت فإنه قد يقال إن هذه الأعراض مشروطة بالحياة فكيف تحصل بعد الموت وهذا خيال ضعيف لأنا لا ندعي أن الموصوف بالموت موصوف بالسماع وإنما ندعي أن السماع بعد الموت حاصل لحي وهو إما الروح وحدها حالة كون الجسد ميتا أو متصلة بالبدن حالة عود الحياة إليه والإنسان فيه أمران [1] جسد ونفس فالجسد إذا مات ولم تعد إليه الحياة لا نقول بقيام شئ من الأعراض المشروطة بالحياة به وإن عادت الحياة إليه صح اتصافه بالسماع وغيره من الأعراض والنفس باقية بعد موت البدن عالمة باتفاق المسلمين حتى أن عائشة رضي الله تعالى عنها لما أنكرت سماع أهل القليب وافقت على العلم وقالت إنما قال إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق بل غير المسلمين من الفلاسفة وغيرهم ممن يقول ببقاء النفوس يقولون بالعلم بعد الموت ولم يخالف في بقاء النفوس إلا من لا يعتد به وليس مرادنا أنها واجبة البقاء كما قال به بعض أهل الزيغ والإلحاد ولا أنها تبقى دائما وإن كانت ممكنة فإنه قد يفنيها الله تعالى عند فناء العالم ثم يعيدها وإنما المراد أنها تبقى بعد موت البدن ثم بعد ذلك إن فنيت أعيدت مع البدن يوم القيامة وإن لم تفن أعيد البدن ورجعت وما دامت باقية تدرك المعقولات بلا إشكال وأما إدراكها للمحسوسات كالسمع
[1] قوله فيه أمران قال السبكي للسيد الصفوي هنا تحقيق في مسألة المعاد فليراجع وعبارته الإنسان هو مجموع الجسد والروح وما فيه من المعاني فإن الجسد الفارغ من الروح والمعاني يسمى شبحا وجثة لا إنسانا وكذا الروح المجرد لا يسمى إنسانا وكذا المعاني المحققة لا تسمى على الانفراد إنسانا لا عرفا ولا عقلا ا ه من الأصول المنقول عنها