نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 71
فسق المعصية ، كما تقدم ، فلا توجب المعصية ارتدادا وكفرا ، ولا تخرج العباد عن الارتضاء شيئا ، فقد ثبت أن المعاصي ليست علة تامة للتعذيب ، وإنما هي مقتضيات لولا المانع عن التأثير . فكما أن الله جعل بفضله وكرمه الندم عن المعصية توبة وعفوا ، فلا غرو أن جعل الله الأمر بابتغاء الوسيلة بأوليائه ، وإيجاب فرض المودة لذوي قربى نبيه وأطائب عترته ولحمته ، مانعا لها رافعا لتأثيرها ، ماحيا لموضوعها ، مقربا أولياءهم إلى الله ، موجبا لنيل حوائجهم وإن رغم الراغمون ، وهنالك يخسر المبطلون . ثم لا يخفى أن تفسيرهم الوسيلة هنا ، ليس بأعجب من تفسيرهم ( الإمام ) في الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة الجاهلية ) [1] . حيث قالوا : إن المراد من الإمام القرآن ؟ مع وضوح فساده ، الظاهر من إضافة الإمام إلى الزمان ، المضاف إلى ما صدق عليه الموصول في الحديث . مع أن القرآن إنما هو الإمام المستمر الباقي ، الذي لا يختص بزمان دون زمان . فلم يكن لتفسيرهم في المقامين وجه ، فتدبر .
[1] وفي مسند أحمد 4 / 96 : من مات بغير إمام . . . ، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم 1 / 77 و 117 : ومن مات وليس عليه إمام . . . ، ونقله في مجمع الزوائد 5 / 224 ، ورواه بلفظ بغير إمام في مجمع الزوائد 5 / 218 ، وبلفظ : ليس لأمام . . . 5 / 219 ، ورواه في كنز العمال 1 / 103 بلفظ ( بغير إمام ) عن أحمد والطبراني ، وبلفظ ( ليس عليه إمام ) في 1 / 207 وانظر 208 و 6 / 65 ، ولكن أكثر مصادر الحديث أثبتوها بألفاظ أخرى مثل ( بغير سلطان ، أو أمير أو بغير طاعة ، أو من فارق الجماعة ، أوليس في عنقه بيعة . . . ، ولاحظ قوله صلى الله عليه وآله : يا علي ، من مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية . رواه الطبراني في الكبير رواه في مجمع الزوائد 9 / 111 و 9 / 121 و 122 ، وكنز العمال 11 / 611 و 13 / 159 .
71
نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 71