نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 38
القيامة ، فيشفعون لهم عند الله ، فيشفعون فيهم . وإذا كانت المسألة والتوسل موجودا في النشأتين ، والمناط قائم في المقامين . فمن أين جاءت هذه الخصوصية ؟ ! على أنه يلزم منه أن يكون الباطل بما هو باطل ينقلب في الآخرة حقا ، والحق بما هو حق يكون في الدنيا باطلا وشركا . وهذا هو التناقض البين وصريح الانقلاب المحال . ( المزورون أحياء في قبورهم ) وإن كان المانع منهما هو الموت فقد أثبت محكم القرآن حياتهم المستقرة حياة مخصوصة بهم ، فيسمعون ويعقلون ويعرفون من يخاطبهم . ولا غرو في الحياة بعد الموت مع الإقرار بعموم قدرته تعالى ، فجاعل الروح في النطفة يضعها في التراب وحيث يشاء . فلو كان خطاب الموتى مما يوجب عند الجاهل عبثا ، فلا يوجب كفرا وشركا . وبالجملة : فإطلاق الموت وخصوصية كيفية عود الأجسام المختصة بالقيامة ، مما لا ينافي شئ منها لحياتهم المستقرة الثابتة لهم بعد الموت . وعليه اعتقاد أعاظم المحققين من علماء السنة والجماعة . ويعاضده الأحاديث المعتبرة كما لا يخفى . وكما في تفسير قوله تعالى : ( واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا ) . وكان الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي يقول : إن الأنبياء لا تبلى أجسادهم ، ولا تأكل الأرض منهم شيئا ، ولقد التقى نبينا مع إبراهيم وموسى بن عمران . وقال الرازي في قوله تعالى : ( بل أحياء ) :
38
نام کتاب : الوهابيون والبيوت المرفوعة نویسنده : السنقري جلد : 1 صفحه : 38