جنس العرب خير من غيرهم ( جمهور العلماء على أن جنس العرب خير من غيرهم ، كما أن جنس قريش خير من غيرهم ، وجنس بني هاشم خير من غيرهم ، وقد ثبت في « الصحيح » عنه ( ص ) أنه قال : « الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا » [1] . لكن تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد ، فإن في غير العرب خلق كثير خير من أكثر العرب ، وفي غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش ، وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بني هاشم ، كما قال رسول الله ( ص ) : « أن خير القرون القرن الذين بُعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم » [2] . وفي القرون المتأخرة من هو خير من كثير من القرن الثاني والثالث ، ومع هذا ؛ فلم يخص النبي ( ص ) القرن الثاني والثالث بحكم شرعي ، كذلك لم يخص العرب بحكم شرعي ، بل ولا خص بعض أصحابه بحكم دون سائر أمته ، ولكن الصحابة لما كان لهم من الفضل أخبر بفضلهم ، وكذلك السابقون الأولون لم يخصهم بحكم ، ولكن أخبر بما لهم من الفضل لما اختصوا به من العمل ، وذلك لا يتعلق بالنسب .
[1] رواه مسلم في ( البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، 2638 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وشطره الآخر في « البخاري » ( كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله : { وَأتَّخّذّ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } ، 3353 ) . [2] رواه بنحوه البخاري في ( الشهادات ، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد ، 2651 ) ، ومسلم في ( فضائل الصحابة ، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ، 4603 ) ؛ من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهم . وعندهما أيضاً من حديث أبي هريرة وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما .