جنس الحاضرة أفضل من جنس البادية كما أنَّ جنس العرب أفضل من جنس العجم لفظ ( الأعراب ) هو في الأصل : اسم لبادية العرب ، فإن كل أمة لها حاضرة وبادية ، فبادية العرب الأعراب ، ويقال : إن بادية الروم الأرمن ونحوهم ، وبادية الفرس الأكراد ونحوهم ، وبادية الترك التتار . وهذا - والله أعلم - هو الأصل ؛ وإن كان قد يقع فيه زيادة ونقصان . والتحقيق أن سائر سكان البوادي لهم حكم الأعراب ، سواء دخلوا في لفظ الأعراب أو لم يدخلوا ؛ فهذا الأصل يوجب أن يكون جنس الحاضرة أفضل من جنس البادية ؛ وإن كان بعض أعيان البادية أفضل من أكثر الحاضرة مثلاً . ويقتضي أن ما انفرد به البادية عن جميع جنس الحاضرة - أعني في زمن السلف من الصحابة والتابعين - ؛ فهو ناقص عن فضل الحاضرة ، أو مكروه . فإذا وقع التشبه بهم فيما ليس من فعل الحاضرة المهاجرين كان ذلك إما مكروهاً ، أو مفضياً إلى مكروه ، وهكذا العرب والعجم . فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم ، عبرانيهم وسريانيهم ، روميهم وفرسيهم ، وغيرهم . وأن قريشاً أفضل العرب ، وأن بني هاشم أفضل قريش ، وأن رسول الله ( ص ) أفضل بني هاشم ؛ فهو أفضل الخلق نفساً ، وأفضلهم نسباً . وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي ( ص ) منهم ، وإن كان هذا من الفضل ، بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك يثبت لرسول الله