نام کتاب : العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي ( ص ) نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 191
يكون والدليل عليه انعقاد الاجماع أنه لم يتقدمهم في الفضيلة أحد إلى يومنا هذا وما بعدهم مختلف فيه وأولئك مقطوع بهم متيقن إمامتهم ثابت نفوذ وعد الله لهم فإنهم ذبوا عن حوزة المسلمين وقاموا بسياسة الدين قال علماؤنا ومن بعدهم تبع لهم من الأئمة الذين هم أركان الملة ودعائم الشريعة الناصحون لعباد الله الهادون من استرشد الله فأما من كان من الولاة الظلمة فضرره مقصور على الدنيا وأحكامها وأما حفاظ الدين فهم الأئمة العلماء الناصحون لدين الله وهم أربعة أصناف الصنف الأول حفظوا أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بمنزلة الخزان لأقوات المعاش الصنف الثاني علماء الأصول ذبوا عن دين الله أهل العناد وأصحاب البدع فهم شجعان الاسلام وأبطاله المداعسون عنه في مآزق الضلال الصنف الثالث قوم ضبطوا أصول العبادات وقانون المعاملات وميزوا المحللات من المحرمات وأحكموا الجراح والديات وبينوا معاني الايمان والمنذورات وفصلوا الاحكام في الدعاوى فهم في الدين بمنزلة الوكلاء المتصرفين في الأموال الصنف الرابع تجردوا للخدمة ودأبوا على العبادة واعتزلوا الخلق وهم في الآخرة كخواص الملك في الدنيا وقد أوضحنا في كتاب ( سراج المريدين ) في القسم الرابع من علوم القرآن أي المنازل أفضل من هؤلاء الأصناف وترتيب درجاتهم
191
نام کتاب : العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي ( ص ) نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 191