responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 83


متأخّري الشيوخ النسّاك والصوفيّة والفقراء بل في الفقهاء والأمراء والعامّة ، ولا ريب أنّ هؤلاء شرّ من الشيعة والمعتزلة الذين يقرّون بالأمر والنهي وينكرون القدر .
وبمثل هؤلاء طال لسان المعتزلة والشيعة في المنتسبين إلى السنّة ، فإنّ من أقرّ بالأمر والنهي والوعد والوعيد وفعل الواجبات وترك المحرّمات ، ولم يقل أنّ الله خلق أفعال العباد ، ولا يقدر على ذلك ولا شاء المعاصي ، هو قد قصد تعظيم الأمر وتنزيه الله تعالى عن الظلم وإقامة حجّة الله على نفسه ، لكن ضاق عطنه فلم يخيّل الجمع بين قدرة الله التامّة ، وبين المشيّة العامة وخلقه الشامل ، بين عدله وحكمته وأمره ونهيه ووعده ووعيده ، فجعل لله الحمد ولم يجعل له تمام الملك ، والذين أثبتوا قدرته ومشيّته وخلقه ، وعارضوا بذلك أمره ونهيه ووعده ووعيده شرّ من اليهود والنصارى ، كما قال هذا المصنّف ، فإنّ قولهم يقتضي افحام الرسل ، ونحن إنّما نرد من أقوال هذا وغيره ما كان باطلا ، وأما الحق فعلينا أن نقبله من كلّ قائل ، وليس لأحد أن يرد بدعة ببدعة ولا يقابل باطلا بباطل ، والمنكرون للقدر وإن كانوا في بدعة ، فالمحتجّون به على الأمر أعظم بدعة ، وإن كان أولئك يشبهون المجوس ، فهؤلاء يشبهون المشركين المكذّبين للرسل الذين قالوا ( لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْء ) وقد كان في أواخر عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم جماعة من هؤلاء القدرية ، وأما

83

نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست