نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 76
ومناقبٌ نطقت بها آي الكتاب * وحسبها انجاء شاهدها من الآيات » [1] قال : « ونقل أنّ معاوية قال بعد موت عليّ لضرار بن صرد : صف لي عليّاً . فقال : أو تعفني ؟ قال : بل صفه . قال : أو تعفني ؟ قال : لا أعفيك . قال : أمّا إذا لا بدّ فأقول ما أعلمه منه : كان - والله - بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس باللّيل وظلمته ، كان - والله - غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلّب كفّيه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللّباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب ، كان - والله - كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدينا إذا أتيناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا ، لا نكلّمه هيبة ولا نبتديه عظمة ، إن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظِّم أهل الدين ، ويحبّ المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سجوفه وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضاً على لحيته ، يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، وكأنّي أسمعه ويقول : يا دنيا يا دنيا ، أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت ! هيهات هيهات ، غرّي غيري ، قد بتتك ثلاثاً لا رجعة لي