نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 74
وأنّ كل نفس عند مردّها ومآلها تلزم بجواب سؤالها ، وتجثو بين يدي خالقها لجدالها ، وتجازى على ما أسلفته من أعمالها ، إمّا بنعيمها وإما بنكالها ، خليق أن يكون عن ساق جدّه في عبادته مشمّراً ، وأن يجعل وقته على اكتساب طاعات ربّه متوفّراً ، فإنّه لا يقصر في العبادة إلاّ من فقد اليقين ولم يكن من المتّقين ، وقد كان عليّ منطوياً على يقين لا غاية لمداه ولا نهاية لمنتهاه ، وقد صرّح بذلك تصريحاً مبيّناً فقال : لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً ، فكانت عبادته إلى الغاية القصوى تبعاً ليقينه ، وطاعته في الذروة العليا لمتانة دينه » . وقال أيضاً بعد ذكر طائفة من الروايات والأخبار : « فهذه الوقائع والقضايا المفصّلة - التي أسفر له فجر نهارها وأبدر لديه قمر شعارها ، وظهر عليه سرّ آثارها وانتشر عنه خبر أسارها - شاهدة له أنّه في العبادة ابن جلاها وفارع ذروة علاها ، وضارب في أعشارها بمعلاها ، وراكب من مطيّتها غارب مطاها ، قد صدعت منطوقها ومفهومها ، بأنّه قد حوى مقامات العابدين حتّى حلّ مقام الإمامة ، واتّصف بسمات الزاهدين ، فبيده زمام الزعامة ، فتحلّى بالأمانة والعبادة والمحبّة والزهد والورع والمعرفة والتوكّل والخوف والرجاء والصبر والشكر والرضا والخشية ، فهو ذو إخبات وتفكّر ، ونسك وتدبّر وتهجّد وتذكّر وتأوّه وتحسّر ، وأذكار وأوراد وإصدار وإيراد ، فكابد من أنواع العبادات ووظائف الطاعات ما لا يكاد الأقوياء
74
نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 74