نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 43
« قوله تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ ) يحتمل أن يكون المعنى : ما ينبغي لهم ذلك فيكون كالوصف ، وأن يكون معناه ليس لهم ذلك على معنى النهي . فالأول معناه : أنّ النبوة والايمان يمنع من استغفار المشركين ، والثاني معناه : لا يستغفروا ، والأمران متقاربان . وسبب هذا المنع ما ذكره الله تعالى في قوله : ( مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) . وأيضاً : قال : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ) والمعنى : أنه تعالى لما أخبر عنهم أنه يدخلهم النار فطلب الغفران لهم ، جار مجرى طلب أن يخلف الله وعده ووعيده وانّه لا يجوز ، وأيضاً : لما سبق قضاء الله تعالى بأنه يعذّبهم ، فلو طلبوا غفرانه لصاروا مردودين ، وذلك يوجب نقصان درجة النبي صلّى الله عليه وسلّم وحطّ مرتبته . وأيضاً : إنّه تعالى قال : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وقال : ( أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ، فهذا الاستغفار يوجب دخول الخلف في أحد هذين النصّين وأنه لا يجوز » [1] . وعلى الجملة ، فان هذا الحديث موضوع باطل ، ولا سبيل إلى اصلاحه بوجه من الوجوه . ولعلّه لذا اضطرّ بعضهم إلى التصرّف في لفظه ، بوضع كلمة