نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 144
أحد هذين القولين على الآخر ، فقال أبو محمّد ابن حزم : قول عائشة وجابر أولى ، وتبعه على هذا جماعة ورجّحوا هذا القول بوجوه : أحدها : إن راويه اثنان ، وهما أولى من الواحد . الثاني : أنّ عايشة أخصّ الناس به ، ولها من القرب والاختصاص والمزيّة ما ليس لغيرها . الثالث : أنّ سياق جابر لحجّة النبي صلّى الله عليه وسلّم من أوّلها إلى آخرها أتمّ سياق ، وقد حفظ القصّة وضبطها حتّى ضبط جزئياتها ، حتى ضبط منها أمراً لا يتعلّق بالمناسك ، وهو نزول النبي صلّى الله عليه وسلّم ليلة جمع الطريق ، فقضى حاجة عند الشعب ثمّ توضأ وضوءاً خفيفاً ، فمن ضبط هذا القدر فهو يضبط مكان صلاته يوم النحر بطريق أولى . الرابع : أنّ حجة الوداع كانت في آذار ، وهي تساوي الليل والنهار ، وقد خرج من مزدلفة قبل طلوع الشمس إلى منى وخطب بها الناس ، ونحر بُدناً عظيمة وقسما ، وطبخ له من لحمها وأكل منه ، ورمى الجمرة وحلق رأسه وتطيّب وخطب ثم أفاض ، فطاف وشرب من ماء زمزم ومن نبيذ السقاية ووقف عليهم وهم يسقون ، وهذه أعمال يبدو في الأظهر أنّها لا تنقضي في مقدار يمكن معه الرجوع إلى منى بحيث يدرك وقت الظهر في فصل آذار . الخامس : إنّ هذين الحديثين جاريان مجرى الناقل والمبقي ، فإنّ
144
نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 144