فكأنه يشكل علينا أنا أطعنا نبينا ( ص ) وتمسكنا بكتاب الله تعالى وبالأئمة الطاهرين من أهل بيت النبي ( عليهم السلام ) الذين هم خلفاء النبي في أمته والذين أمر أمته بالتمسك بهم والأخذ عنهم ، وقد ثبت عنهم أن حديثهم هو حديث رسول الله ( ص ) .
ومن العجيب أن عثماناً يشكل علينا أنا ليس عندنا رواية عن النبي ( ص ) وهو يأتم ويقتدي بالذين قد منعوا كتابة سنة النبي ( ص ) وتدوينها بل منعوا حتى التحديث بأحاديثه في المسجد ! ! وأحاديثهم في ذلك صحيحة ، ففي الرواية عن أبي سعيد الخدري أن النبي ( ص ) قال : ( لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن ، من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه ) [1] .
إن من إفتخارات الشيعة الإمامية أنهم تبعاً لأئمتهم أئمة الهدى من العترة الطاهرة ، لم يخضعوا لهذا القرار ، وكذبوا الروايات التي نقلتها السلطة وأتباعها عن لسانه بأن لا يكتبوا حديثه وقالوا حاشا لرسول الله ( ص ) أن يمنع المسلمين من كتابة

[1] هذه الرواية أخرجها الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1 / 216 برقم : 437 وقال عنها : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) والدارمي في سننه 1 / 130 برقم : 450 وقال الشيخ حسين أسد : ( إسناده صحيح ) وأحمد بن حنبل في مسنده 3 / 12 برقم : 11100 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : ( إسناده صحيح على شرط الشيخين ) وفي نفس المصدر 3 / 21 برقم : 11102 وقال عنه الأرنؤوط : ( إسناده صحيح على شرط البخاري ) ، وفي نفس المصدر 3 / 21 برقم : 11174 وقال عنه الأرنؤوط أيضا : ( إسناده صحيح على شرط الشيخين ) وابن حبان في صحيحه 1 / 265 برقم : 64 ، وأبو يعلى في مسنده 2 / 466 برقم : 1288 وقال عنه الشيخ حسين سليم أسد : ( إسناده صحيح ) .

146