نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 290
عليكم الدنيا فتنافسوها ) إلى آخره ما أنتم إلا مناوئون مكذبون للذي لا ينطق عن الهوى في قوله : هذا بحكمكم على أمته صلى الله تعالى عليه وسلم بالشرك الذي لا يخافه عليهم واستباحتكم دماءهم وأموالهم . ونقول له أيضا : يكفينا الظن وتحسين الظن بعامة المسلمين مطلوب شرعا فيكف بالخاصة الصالحين منهم ، وأما الجزم الذي تريده فلم يقله أحد من العلماء . ثم قال السائل : وإن من المجازفة أن تزيد على حسن الظن فيمن لم يرد فيهم شهادة من المعصوم ، ونحن نقول له : إن من المجازفة أن تسئ الظن بمن لم يرد فيهم ذم عن المعصوم ، خصوصا من ظهرت عليه علامات الخير والصلاح أو ظهرت له كرامات في حياته وبعد مماته ، وتجويز أن يكون قد تغير حاله هو من سوء الظن بالمسلمين بل بالله تعالى كما أنه عقوق للآباء والأجداد ، وما معنى الزيادة التي زدتها حضرتك ، وليس ذلك كله إلا أثرا لحسن الظن ومبنيا عليه . ثم قال السائل : وكم أكون مسرورا جدا إذا عثرت لنا على نص صريح في هذا النوع من الوسيلة . وأقول : ذكرنا من الأدلة العقلية والنقلية الشئ الكثير وقد كان يكفيه حديث واحد على ما يقول . وقد قلنا إن من يثبت الحياة والإدراك والعلم الأرواح ثم يمنع التوسل والاستغاثة بها متناقض غاية التناقض قاطع للملزوم عن لوازمه ، وقد ذكرنا إجماع الأئمة على التوسل به صلى الله تعالى عليه وسلم عند زيارته ولو لم يكن في الموضوع إلا حديث عثمان بن حنيف لكان كافيا شافيا ، وعلى الجملة فقد أجمعت الشرائع كلها والفلاسفة الأقدمون والفلاسفة العصريون ، أو نقول المسلمون والأوروبيون والأمريكيون والهندوس على إثبات الحياة ولوازمها للأرواح ، وعلى أن لها من الاطلاق وسعة التصرف ما لم يكن لها حال حياته في هذا العالم ، وهو عين ما قرره ابن القيم في كتاب الروح ، اسأل الله تعالى أن يزيل عنا حجاب المادة وكثافة الطبيعة وظلمة الأشباح بمنه وكرمه . يوسف الدجوي من هيئة كبار العلماء بالأزهر
290
نام کتاب : التوسل بالنبي ( ص ) وجهلة الوهابيين نویسنده : أبي حامد بن مرزوق جلد : 1 صفحه : 290