نام کتاب : آراء علماء السنة في الوهابية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 93
وترى هذا يزحف كالسلحفاة ، وينطلق ذاك إلى المريخ ، وبين طرفة عين وانتباهتها ترى الزاحف في الطليعة ، والسابق جمادا لا يستطيع الحراك . ومهما شككت فإني لا أشك أبدا أن الحكمة من ذلك أن لا ييأس الضعيف ، فيذل ويخنع للقوي ، وأن لا يطغى القوي فيتحكم بالضعفاء ، وأن لا يحزن الفاقد ، ولا يفرح الواجد ، وأن يضع الجميع نصب أعينهم أن الغالب قد يصير مغلوبا ، والمغلوب غالبا . . والتاريخ وحده يعطينا الدرس الصحيح ، لا النظريات ولا الفلسفات [1] . وإليك هذا الدرس من الترايخ القريب : لقد استرجع الفتى البالغ من العمر 20 ) عاما ما كان لآبائه وأجداده ، وهذا الفتى هو عبد العزيز اللاجئ وأبوه عبد الرحمن في الكويت ، استرجع ملك الآباء والأجداد ، ولكن لا بالمال ، ولا بالجيوش ، ولا بالانتخاب ، ولا بتأليف الأحزاب وإعلان الشعارات المغرية ، ولا بالإضراب والمظاهرات ، ولا بتغير الزمن بسبب حرب عالمية ، ولا بشئ من ذلك ، بل بأسطورة ، هذا موجزها . كان عبد العزيز وأبوه عبد الرحمن لاجئين عند الشيخ مبارك أمير الكويت ، وذات يوم جاء الفتى عبد العزيز إلى الشيخ مبارك ، وقال له : أريد أن أنقذ نجدا من ابن رشيد ، فهل تساعدني بالمال والعتاد ؟ . وسخر الشيخ من الفتى ، ولكنه لم يشأ أن يصدمه ، فأعطاه مئتي
[1] ومن هنا أو من إيمانا لا يشوبه ريب بأن إسرائيل ستمحى من الوجود ، وإن بلغت من القوة ما بلغت ، وآزرها الغرب والشرق ، وهل في قول الله ريب : " ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة - آل عمران 112 " ؟ . ثم كيف تعيش دولة مبدأها وشعارها : " ما دمت فليهلك العالم كله " ؟ .
93
نام کتاب : آراء علماء السنة في الوهابية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 93