نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري جلد : 1 صفحه : 5
فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس ، حتى آل الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا ، حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم ، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه ، بعد ما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة ، ممتثلين لقوله تعالى : " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله " [1] . فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان ، دعوناه بالسيف والسنان ، كما قال الله تعالى : " ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " ( 2 ) . وندعو إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج بيت الله الحرام ، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ولله عاقبة الأمور . فهذا ما نعتقده وندين الله به ، فمن عمل على ذلك فهو أخونا المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا . ونعتقد أيضا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة ، وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله ، وهم على ذلك . انتهى . ولا يخفى أن هذا الرجل ، بنى شبهته على أن التوسل إلى الله ببركة الأنبياء فمن دونهم عبادة ، والعبادة لا تكون إلا لله ، ومن فعل ذلك فقد أشرك بالله . وما درى أن العبادة الشرعية هي التكاليف التي اشتملت عليها الشريعة ، سواء كانت معقولة المعنى أو تعبدية ، وأن ما خرج عن التكاليف الشرعية ليس من العبادة في شئ . ولم يفرق بين البدعة الموصلة إلى الكفر ، المقتضي للقتال ، واستباحة الدماء والأموال ، وبين غيرها ، وإنما قصد ملكا يريد الحصول عليه بعصبية دينية . ولما شاعت هذه الرسالة في القطر التونسي ، بعث بها الباي ؟ ؟ ؟ أبو محمد حمودة باشا إلى علماء عصره ، وطلب منهم أن يوضحوا للناس الحق ، فكتب عليها العلامة المحقق ، نسيج وحده ، أبو الفداء إسماعيل التميمي ، كتابا مطولا بديعا ، يدل على يد طولى