نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري جلد : 1 صفحه : 4
أن من جعل بينه وبين الله وسائط لأجل الشفاعة فقد عبدهم وأشرك بهم ، وذلك أن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى : " قل لله الشفاعة جميعا " [1] ز " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " ( 2 ) وقال تعالى : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا " ( 3 ) . وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد ، كما قال تعالى : " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " ( 4 ) . فالشفاعة حق ، ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله ، كما قال تعالى : " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " ( 5 ) . وقال تعالى : " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " ( 6 ) . فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء ، وصاحب المقام المحمود ، وآدم فمن دونه تحت لوائه ، لا يشفع إلا بإذن الله ، ولا يشفع ابتداء ، بل يأتي فيخر لله ساجدا ، فيحمده بمحامد يعلمه إياها ، ثم يقول له : " ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع " ، ثم يحد له حدا فيدخلهم الجنة ، فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء ؟ وهذا الذي ذكرنا لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين ، بل قد أجمع عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على منهاجهم . وما حدث من سؤال الأنبياء والأولياء من الشفاعة بعد موتهم ، وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها وإسراجها والصلاة عندها وجعل الصدقة والنذور لها ، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحذر منها ، كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد أقوام من أمتي الأوثان " . وهو صلى الله عليه وسلم حمى جانب التوحيد أعظم حماية ، وسد كل طريق موصل إلى الشرك ، فنهى أن يجصص القبر ويبنى عليه ، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر ، وثبت فيه لفظ : أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه . ولذلك قال غير واحد من العلماء : " يجب هدم القباب المبنية على القبور " ، لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم .