responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 13


في بنائه على قبر الخليل ، ومن معه من أنبياء بني إسرائيل ؟ وما تقول - ويحك - في الحديث الذي رواه جهابذة الرواة ، وصححه المحدثون الثقات ، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لما أسري بي إلى بيت المقدس ، مر بي جبريل على قبر إبراهيم عليهما السلام ، فقال لي إنزل فصل هنا ركعتين ، فإن ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام " ؟
وعنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر أنه قال : " من لم تمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل عليه السلام " . فأين تذهب بعد هذا يا هذا ؟ وهل تجد لنفسك مدخلا أو معاذا ؟ وهل أبقيت بعد تضليل جميع الأنبياء ملاذا ؟ " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " . [1] وأما تلميحكم للأحاديث التي تتلقفونها ، ولا تحسنونها ولا تعرفونها ، فهمتم بسبب ذلك في أودية الضلالة ، ولم تشيموا بها إلا بروق الجهالة ، وسلكتم شعابها من غير خبير ، ونحوتم أبوابها بلا تدبر ولا تدبير ، فإن حديث " لا تتخذوا قبري مسجدا " ، محمله عند البخاري على جعله للصلاة متعبدا ، حفظا للتوحيد ، وحماية للجاهل من العبيد ، لأن المصلي للقبلة يصير كأنه مصل إليه ، فحمى صلى الله عليه وسلم حمى ذلك من الوقوع فيه . وأما قصده للزيارة والاستشفاع ، والاستمداد ببركته والانتفاع ، وقصد المسلمين إياه من سائر البقاع ، فما يسعنا إلا الاتباع .
وكذلك ما لوحت به إلى شد الرحال ، فإنك أخطأت في الاستشهاد به في نازلة الحال ، وذلك أن الحصر في المساجد ، دون سائر المشاهد .
وكذلك ما لمحت إليه من حديث تعظيم القبر بإسراجه ، فإنك أخطأت فيه واضح منهاجه ، مع بهرجة نقده في رواجه ، ومحمله - على فرض صحته - على فعل ذلك للتعظيم المجرد عن الانتفاع للزائرين ، أما إذا كان القصد به انتفاع اللائذين والمقيمين ، فهو جائز بلا مين .
وأما ما تدعونه من ذبح الذبائح والنذور ، وتبالغون في شأنها التغيير والتنكير ، وتصف ألسنتكم الكذب ، وتثيرون في شأنها الهرج والشغب ، فكون الذبائح المذكورة مما أهل به لغير الله مكابرة للعيان ، وقذف بالإفك والبهتان ، فإنا بلونا أحوال أولئك الناذرين ، فلم نر أحدا منهم يسمي عند ذبحها اسم ولي من الصالحين ، ولا يلطخ



[1] س 3 / آ 8

13

نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست