نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 88
ملاعب الفسطاط : ليلي بتنيّس ليل الخائف العاني * تفنى الليالي وليلي ليس بالفاني أقول إذ لجّ ليلي في تطاوله : * يا ليل أنت وطول الدهر سيان لم يكف أني في تنيس مطَّرح * مخيّم بين اشجان واحزان حتى بليت بفقدان المنام فما * للنوم إذ بعدوا عهد باجفاني ما صاعد البرق من تلقاء ارضهم * إلا تذكرت أيامي بنعمان ولا حننت إلى نجران من طرب * إلا تكنفني شوق لنجران لا تكذبنّ فما مصر وإن بعدت * إلا مواطن اطرابي وأشاني [1] ليالي النيل لا أنساك ما هتفت * ورق الحمام على دوح وأغصان اصبو إلى هفوات فيك لي سلفت * قطعتهنّ وعين الدهر ترعاني مع سادة نجب غرّ غطارفة * في ذروة المجد من ذهل بن شيبان وذي دلال إذا ما شئت أنشدني * وإن أردت غناء منه غناني سقيته وسقاني فضل ريقته * وجادلي طرفه عفوا ومنّاني ما زال يأخذها صفراء صافية * حتى توسد يسراه وخلَّاني اللَّه يعلم ما بي من صبابته * وما عليّ جناه طرفه الجاني كم بالجزيرة من يوم نعمت به * على تضاحك نايات وعيدان سقيا لليلتنا بالدير بين ربا * باتت تجود عليها سحب نيسان والطلّ منحدر والروض مبتسم * عن أصفر فاقع أو أحمر قاني والنرجس الغض منهلّ مدامعه * كأن أجفانه أجفان وسنان ولا يمكن الشك في أن الشريف الرضي سمع باخبار هذا الشاعر وما
[1] مصر في هذا البيت هي الفسطاط ، وجمهور المصريين يسمون عاصمتهم مصر ، حتى القاهرة تسمى عندهم اليوم مصر .
88
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 88