responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 82


وميدان تجول به خيول * تقود الدارعين ولا تقاد ركبت به إلى اللذات طرفا [1] له جسم وليس له فؤاد * جرى فظننت أن الأرض وجه ودجلة ناظر وهو السّواد * وقد مضى السّلامي يبدع ويجيد حتى فتن أهل بغداد ، وحتى استطاع أن يقول :
وفيهن سكرى اللحظ سكرى من الصّبا * تعاتب حلو اللفظ حلو الشمائل أدارت علينا من سلاف حديثها * كؤوسا وغنّتنا بصوت الخلاخل واستطاع أن يجيد وصف الزنابير التي تضجر أهل بغداد فيقول :
ولابس لون واحد وهو طائر * ملوّنة أبراده وهو واقع أغرّ محشيّ الطيلسان مدبّج * وسود المنايا في حشاه ودائع إذا حكّ أعلا رأسه فكأنما * بسالفتيه من يديه جوامع يخاف إذا ولى ويؤمن مقبلا * ويخفي على الأقران ما هو صانع بدا فارسيّ الزي يعقد خصره * عليه قباء زيّنته الوشائع [2] فمعجره الورديّ أحمر ناصع * ومئزره التبريّ أصفر فاقع يرجّع ألحان الغريض ومعبد * ويسقي كؤوسا ملؤها السم ناقع والسّلامي هذا كان شغل أهل العراق في القرن الرابع فمنحوه لقب أمير الشعراء ، فانظروا كيف كان يصح للشريف الرضي أن يسكت عن ضياع شعره ، وهو أشعر من أمثال السلامي بلا جدال .



[1] الطرف بالكسر : الحصان .
[2] الوشائع جمع وشيعة وهي الطريقة في البرد ، من الوشع وهو زهر البقول .

82

نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست