نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 63
هو الخاصب الأقلام نال بها علا * تقاصر عنها الخاضبون العواليا معيد ضراب باللسان لو أنه * بيوم وغى فلّ الجراز اليمانيا [1] وهذا يدلكم على أن البلاغة كانت تملأ أقطار ذهنه فيراها أكرم ما يبكي به الرجال . ومدح الشريف ابن جنى ورثاه ، وقد رأيناه في الحالين ينص على بلاغته ، فيقول في المدح : فدى لأبي الفتح الأفاضل إنه * يبرّ عليهم إن أرمّ وقالا [2] إذا جرت الآداب جاء إمامها * قريعا وجاء الطالبون إفالا [3] فتى مستعاد القول حسنا ولم يكن * يقول محالا أو يحيل مقالا [4] ليقري أسماع الرجال فصاحة * ويورد أفهام العقول زلالا [5] ويجرى لنا عذبا نميرا وبعضهم * إذا قال أجرى للمسامع آلا [6] ويقول في الرثاء : فمن لأوابي القول يبلو عراكها * ويحذفها حذف النبال الموارق [7] إذا صاح في أعقابها اطردت له * ثواني بالأعناق طرد الوسائق [8]
[1] الوغى : الجلبة في الحرب ، وفل : كسر . والجراز : السيف القاطع . [2] يبر عليهم : يغلبهم . ارم : سكت . [3] القريع : الفحل . والإفال جمع أفيل . على وزن أمير . وهو الفصيل [4] المحال من الكلام ما غدل به عن وجهه . وأحال المقال أتي به كذلك [5] يقرى من القرى بكسر القاف وهو إكرام الضيف [6] النمير : الصافي . والآل : السراب . [7] الاوابي : الممتنعات . والمفرد آبية وهي في الأصل الناقة تعاف الماء . والعراك هنا ازدحام الإبل في الورد . والحذف : الرمي . [8] الوسائق جمع وسيقة وهي من الإبل كالرفقة من الناس . فإذا سوقت طردت معا .
63
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 63