نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 41
وهذا البيت : وأعظم ما ألاقي أن دهري * يعدّ محاسني لي من ذنوبي وهذا البيت : وللحلم أوقات وللجهل مثلها * ولكن أوقاتي إلى الحلم أقرب وهذين البيتين : تجاذبني يد الأيام نفسي * ويوشك أن يكون لها الغلاب وتغدر بي الأقارب والأداني * فلا عجب إذا غدر الصّحاب وهذين البيتين : فمالي طول الدهر أمشي كأنني * لفضلي في هذا الزمان غريب إذا قلت قد علقت كفى بصاحب * تعود عواد بيننا وخطوب فما رأيكم فيما سمعتم يا أدباء بغداد ألا ترون أن الثروة الشعرية كانت خليقة بعناية الدارسين والناقدين ألا ترون أن الشريف كان أهلا لأن يتعقبه أحد النقاد فيدرس ما في شعره من الحكم والأمثال ثم يبين ما فيها من المبتكر والمنقول أما كان أهلا لان يشغل به النقاد فيقولون إنه ابتكر كيت أو سرق زيت لقد رأيناهم يتعقبون المتنبي فيردون حكمه وأمثاله إلى الأدب المأثور عن قدماء اليونان فما بالهم سكتوا عن الرضي ذلك السكوت أتريدون الحق أيها الأدباء الحق ان النقاد شغلوا أنفسهم بالمتنبي طاعة لبعض الرؤساء ، ولم يشغلوا أنفسهم به حبا في الوقوف على أصائل المعاني . إن حقد الصاحب بن عباد على المتنبي هو الذي وجّه الشعراء إلى نقد شعره ، وكان ذلك النقد على ما فيه من ظلام الهوى والغرض أساس الشهرة التي تمتع بها المتنبي في الحياة وبعد الممات ، ولو لا التحامل على المتنبي
41
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 41