نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 219
نهج البلاغة والشريف 1 - خلَّف الشريف فيما خلَّف كتابا نفيسا هو « نهج البلاغة » وهو مجموعة كبيرة من الخطب والرسائل والوصايا والحكم والمواعظ المنسوبة إلى أمير المؤمنين [1] . وما أحب أن أعيد ما قلته عن أمير المؤمنين في كتاب « المدائح النبوية » ولا ما قلته عن نهج البلاغة في كتاب « النثر الفني » أو كتاب « وحي بغداد » . وإنما يهمني أن أنشئ فصلا جديدا عن نهج البلاغة أحدد به موقع ذلك الكتاب من الأدب العربي ، وأكمل به المباحث حتى تعرضت لها من قبل ، وأنا بعيد كل البعد من التحيز لذلك الكتاب أو التحامل عليه . 2 - لقد ثارت الشكوك حول نسبة محصول نهج البلاغة إلى أمير المؤمنين ، وهذه الشكوك مما يشرّف ماضينا : لأنها فرع من التحقيق العلمي الذي تفوّق فيه أسلافنا أشد التفوّق ، وما يجوز القول بأن تلك الشكوك قامت جميعا على أساس النزعات المذهبية ، فقد كان في أسلافنا رجال لا يهمهم غير الحق ولا يستهويهم غير الصدق ، ولا يرضيهم أن يزوّر التاريخ . 3 - وقد حدثنا ابن أبي الحديد عن ألوان تلك الشكوك ، وهي تلخّص في أن كثيرا من أرباب الهوى يقولون إن كثيرا من نهج البلاغة كلام محدث
[1] أمير المؤمنين هو اللقب الاصطلاحي لعلي بن أبي طالب ، فان رأى القارئ هذا اللقب في كتاب قديم من غير نص على اسم الملقب به فليعرف أن المراد هو علي بن أبي طالب ، وإذا رأيت بين الأسماء اسم عبد الأمير فاعرف أن المراد عبد علي بن أبي طالب .
219
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 219