نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 200
ألا ليت شعري هل تسالمني النوى * وتخبو همومي من قراع المصائب إلى كم أذود العين أن يستفزها * وميض الأماني والظنون الكواذب حسدت على أني قنعت فكيف بي * إذا ما رمى عزمي مجال الكواكب وما زال للانسان حاسد نعمة * على ظاهر منها قليل وغائب وأبقت لي الأيام حزما وفطنة * ووقّرن جأشي بالأمور الغرائب توزّع لحمي في عواجم جمّة * وبان على جنبيّ وسم التجارب وفي هذه القصيدة يبدو الشريف هادئ النفس ، ولكنه هدوء من يزعجه الهدوء ، وكيف يهدأ من يتصور الحوادث وهي تدبّ دبيب العقارب ، أو تثب وثوب الأفاعي وهو يرى مقام الفتى على الذل عجزا قبيحا ، ويرى ذل القلب الجريء إحدى الأعاجيب . وانظروا الصورة الشعرية التي يمثلها الشطر الثاني من هذا البيت : إذا قلّ عزم المرء قلّ انتصاره * وأقلع عنه الضيم دامي المخالب وهو يرى الذل من ثمار الجزع ، ويرى خوف العواقب داء يقتل عزائم الرجال . وهناك دالية نرى تنبيهكم إليها من أوجب الفروض ، وهي مما جمع فيه بين الفخر والنسيب : لأي حبيب يحسن الرأي والودّ * وأكثر هذا الناس ليس له عهد أكل قريب لي بعيد بوده * وكلّ صديق بين أضلعه حقد وللَّه قلب لا يبلّ غليله * وصال ولا يلهيه عن خله وعد يكلفني أن أطلب العز بالمنى * وأين العلا إن لم يساعدني الجدّ
200
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 200