نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 160
لأعقد مجدا يعجز الناس حلَّه * وتنحلّ من هام الأعادي معاقد فمن ذا يراميني ولي منك جنة [1] * ومن ذا يدانيني ولي منك عاضد عليّ رداء من جمالك واسع * وعندي عزّ من جلالك خالد فلا تتركني عرضة لمضاغن * يطارد في أضغانه وأطارد ولا صدود منك هانت عظائم ) تشقّ على غيري وذلَّت شدائد ولكنك المرء الذي تحت سخطه * أسود ترامى بالردى وأساود [2] وهذا المطمح هو من شواهد الفحولة في الشريف ، الفحولة الحسية والفحولة المعنوية ، وكان شاعرنا يتشهى أن يحكم ويستطيل ، وشهوة التحكم والسيطرة من أشرف عيوب الرجال . أيها السادة : ما أحب أن أضجركم فأطوف بكم على جميع ما دونت من صلات الشريف بالوزراء والملوك ، ويكفي أن تتضح الفكرة في أذهانكم لترجعوا إلى أصولها في ديوانه حين تشاؤن . ولكن لا بدّ من الوقوف عند مسألتين مهمتين : الأولى صلات الشريف بالحمدانيين ، والثانية صلاته ببهاء الدولة الذي كان في زمانه ملك الملوك . أما صلاته بالحمدانيين فلها أصول سياسية يعرفها المطلعون على التاريخ وربما جاز أن نحكم بأن هواه معهم يرجع أيضا إلى أصول وجدانية ، فقد كان يعطف على إحدى نسائهم ، أو كانت إحدى نسائهم تعطف عليه . وقد مرت لذلك إشارة لا نعود إليها في هذا المساء . والرجل قد يعطف على أمة بأسرها من أجل امرأة يهواها أو تهواه .
[1] الجنة بالضم هي الوقاية . [2] الأساود جمع اسود وهي الحية الهائلة .
160
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 160