نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 155
صلات الشريف الرضي بالوزراء والأمراء والملوك أيها السادة : حدثناكم عن صلات الشريف بالخلفاء ، وفي هذه الليلة نحدثكم عن صلاته بالوزراء والأمراء والملوك . وكنت أستطيع إغفال هذا البحث ، أو الاكتفاء بكلمتين موجزتين تفصحان عن جوهر تلك الصلات ، ولكني راعيت الأدب معكم فآثرت الاستقصاء . والواقع أن مدائح الشريف ليست كسائر المدائح ، لأنه لم يكن يتكسب بشعره على نحو ما كان يفعل بعض الشعراء الذين يفدون من بلاد بعيدة ليبيعوا أشعارهم في بغداد ، وإنما كانت مدائحه شاهدا على اشتباكه في المعارك السياسية التي كانت تثور في فارس وفي العراق ، فالشريف الرضي شاعر سياسيّ ، أعني أن أشعاره كانت وسيلة إلى أغراضه السياسية ، أو عنوان على متابعته لتقلب الأحوال السياسية ، فهو شاعر « متحرك » كما يعبّر أهل بغداد في هذه الأيام . ويجب النص أيضا على أن ممدوحيه لم يكونوا من الأغبياء ، فأكثرهم كان يتذوق البلاغة العربية ، وأكثرهم نوا من الفتيان البهاليل الذين يهيمون بكرائم المعاني ، فليس من المستبعد أن يكون الشريف أنس بأرواحهم وأذواقهم ، فطاب له أن يخصهم بالقصائد الجياد . والمهم عندي أن تعرفوا أن حرص الشريف على الاتصال بالوزراء والملوك لم يكن حرصا على منفعة رخيصة تقوّم بالدراهم والدنانير ، وإنما كان حرصا على منفعة عالية ، هي أن يكون رجلا له شأن في تصريف
155
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 155