نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 151
من يورد السّمر الطوا * ل ويطعم البيض النّصولا من يزجر الدهر الغشوم * ويكشف الخطب الجليلا وتراه يمنع دوننا * وادي النوائب ان يسيلا [1] عقّاد ألوية الملوك * على العلا جيلا فجيلا هذا وكم حرب تبزّ الا * سد سطوتها الغليلا صمّاء تخرس آلها * إلا قراعا أو صهيلا والخيل عابسة تجرّ * من العجاج بها ذيولا اجتاب عارضها وقد * رحل المنون به همولا كالثائر الضرغام وإن * لبس الوغى دقّ الرعيلا صانعت يوم فراقه * قلبا قد اعتنق الغليلا ظعن الغنى غني وحوّل * رحله إلا قليلا ان عاد يوما عاد وجه * الدهر مقتبلا جميلا ولئن مضى طوع المنون * مؤمّما تلك السبيلا فلقد تخلف مجده * عبئا على الدنيا ثقيلا واستذرت الأيام من * نفحاته ظلَّا ظليلا وانما نقلنا هذه القصيدة على طولها لتروا كيف كان وفاء الشريف فمثل هذه القصيدة لا ينظمها رجل متظرف ولا متكلف ، وانما ينظمها رجل محزون وقد عالجنا الشعر سنين فرأيناه لا يسلم زمامه لغير الأوفياء ، والشريف في هذه القصيدة وفيّ أمين .