نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 141
أيسنح لي روضا وأصبح عازبا [1] * ويعرض لي ماء وأصبح صاديا وما أنا - إلا أن أراك - بقانع * وإن كنت جرارا إليّ الأعاديا تركت إليك الناس طرّا وكلَّهم * يتوق إلى قربي ويهوى مقاميا عليك علام اللَّه إني لفازع * إليك وإن لم اعط منك مراديا وأنتم ترون أنه يمنّ على الخليفة بمدحه منا صريحا ، ويقول إنه يترك في سبيله أقواما كرام الأكفّ ، وسنرى فيما بعد من هم أولئك الأقوام ، ولكن لا بأس من التصريح بأن الرضيّ كان يحب أن يستأثر بمودة الطائع فلا يرى في حضرته أحدا من خصومه الألداء ، ومن شواهد ذلك أنه عرف أن بعض خصومه ظفر بمودة الطائع ، فأرسل إليه يعاتبه عتاب الأنداد فيقول : ونمي إلي من العجائب أنه * لعبت بعقلك حيلة الخوّان وتملكتك خديعة من قولة * غرّارة الأقسام والأيمان حقا سمعت وربّ عيني ناظر * يقظ تقوم مقامها الاذنان أين الذي أضمرته من بغضه * وعقدته بالسر والإعلان أم أين ذاك الرأي في إبعاده * حنقا وأين حمية الغضبان سبحان خالق كل لون معجب * ما فيكم من كثرة الألوان يوم لذا ، وعد لذاك ، وهذه * شيم مقطَّعة قوى الأقران فالآن منك اليأس ينقع غلتي * واليأس ينقع غلة الظمآن فاذهب كما ذهب الغمام رجوته * فطوى البروق وضنّ بالتّهتان لي مثل ملكك لو أطعت تقنّعي * وذوو العمائم من ذوي التيجان ولعل حالي أن يصير إلى علا * فالدوح منبتها من القضبان