وسيّال [1] اليدين من العطايا * مهيب الجد مأمون المزاح إذا ابتدر الملام ندى يديه * مضى طلقا على سنن المراح [2] أمير المؤمنين أذال سيري * ذرى هذي المعبّدة الرزاح [3] فكم خاض المطيّ إليك بحرا * يموج على الأماعز والضواحي [4] وكم لك من غرام بالمعالي * وهمّ في الأماني وارتياح وأيام تشنّ بها المنايا * عوابس يطَّلعن من النواحي [5] فلا نقل المهيمن عنك ظلَّا * من النعماء ليس بمستباح وفي سنة 376 مدح الطائع وشكره على تكرمة خصه بها وثياب وورق ، فقال بعد أبيات :
وإذا أمير المؤمنين أضاف لي * أملي نزلت على الجواد المفضل بالطائع الميمون أمجج مطلبي * وعلوت حتى ما يطاول معقلي قرم إذا عرت الخطوب مراحه * أدمى غواربها بناب أعصل [6] متوغل خلف العدوّ وعلمه * أن الجبان إذا سرى لم يوغل وإذا تنافلت الرجال غنيمة * قسم التراث لها بحد المنصل ثبت لهجهجة الخطوب كأنما * جاءت تقعقع بالشّنان ليذبل [7]

[1] الواو حرف جر شبيه بالزائد : واورب ، وسيال مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا ، وخبر المبتدأ هو الجملة الشرطية في البيت الثاني ، وهي في الظاهر صفة ولكنها في الواقع خبرية ، لان الشاعر أراد النص على أن ذلك الكريم لا يصده عن الكرم ملام .
[2] المراح بالكسر هو الاسم من مرح يمرح
[3] الرزاح : البعيد الأطراف .
[4] الأماعز جمع أمعز ، من المعز بالتحريك وهو الصلابة ، فيقال مكان أمعز وأرض معزاء .
[5] تشن : تصب ، ومنها شن الغارة .
[6] الأعصل : الناب الأعوج ، وفي الديوان « أعضل » بالضاد المعجمة وهو تحريف .
[7] الهجهجة : الصياح ويذبل اسم جبل .

135