نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 101
إن ترد مورد القذى وهو راض * فبما يكرع الزلال النقاخا [1] والعقاب الشّغواء اهبطها النّيق * وقد أرعت النجوم سماخا [2] أعجلتها المنون عنا ولكن * خلَّفت في ديارنا افراخا وعلى ذلك الزمان بهم عاد * غلاما من بعد ما كان شاخا هذا كل ما استطاع الشريف ان يقوله يوم مات عضد الدولة ، فهو يراه فنيقا هلك ، وشهابا هوى ، وجبلا ساخ ، ولكنه يتخوف العواقب : لان تلك العقاب تركت افراخا من الجوارح عاد بها الزمان غلاما بعد ان كان اكتهل وشاب . والواقع ان الشريف الرضي عجز عن اعلان الشماتة بالقصائد الطوال ، لأن موت عضد الدولة أحاطت به قوتان : قوة الرأي العام ، وقوة ابنه صمصام الدولة . أما قوة الرأي العام فتمثّلها الكلمات التي قالها أقطاب البيان في ذلك الحين وقد سجلها التوحيدي فقال : لما صحت وفاة عضد الدولة كنا عند أبي سليمان السجستاني ، وكان القومسي حاضرا والنوشجاني وأبو القاسم غلام زحل وابن المقداد والعروضي والأندلسي والصيمري فتذاكروا الكلمات العشر المشهورة التي قالها الحكماء العشرة عند وفاة الإسكندر . فقال الأندلسي : لو تفوّه مجلسكم هذا بمثل هذه الكلمات لكان يؤثر عنكم . فقال أبو سليمان : ما أحسن ما بعثت عليه . اما أنا فأقول : لقد وزن هذا الشخص الدنيا بغير مثقالها ، وأعطاها فوق قيمتها ، وحسبك أنه
[1] يكرع : يعب . والنقاخ على وزن غراب : الماء البارد العذب الصافي . [2] العقاب بالضم طائر من الجوارح . والشغواء : المختلفة نبت الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج ، وهي تطلق على العقاب ، والنيق بالكسر ارفع موضع في الجبل . والسماخ : الارتفاع .
101
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 101