نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 305
فأمّا قول السيد : « إذ قال الإله بعزمه » والعزم لا يجوز على اللّه تعالى ، لأنّه اسم لإرادة متقدّمة على الفعل ، وإرادة القديم تعالى لفعله لا تتقدّم عليه ; لأنّ تقدّمها عبث . فالوجه فيه أنّ السيد إنّما أراد بالعزمة هاهنا القطع للأمر ، والثبات له ، والإيجاب لفعله ; لأنّهم يقولون : عزمت عليك أن تفعل كذا وكذا أي ألزمتك وأوجبت عليك ، والإرادة إذا تناولت فعل الغير لا تسمّى عزماً ، ويسمّون الواجبات : « عزائم » ولا يسمّون المندوبات بذلك ، ولهذا قالوا : عزائم السجود في القرآن وهي السور التي فيها سجود واجب ، فما أخطأ السيّد في ذكر العزمة ولا وضعها في غير موضعها . انتهى . قيله طاب مقيله وكلّ ما قاله سديد إلاّ أنّ في نفيه بقدم إرادة اللّه تعالى على فعله تأمّلاً ليس هنا مقام بسط الكلام عليه فليطلب من مواضعه . « من » للابتداء . « الربّ » يكون بمعنى السيّد ، قال عزّ قائلاً : ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ) ( 1 ) وقال الأعشى : واهلكني يوماً رب كندة وابنه * وربّ معد بني خبت وعرعر ( 2 ) ويكون بمعنى « المالك » ، روي عنه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - أنّه قال لرجل : أ ربّ إبل أنت أم ربّ غنم ؟ وقال طرفة : كقنطرة الرومي أقسم ربّها * لتكتنفن حتّى تشاد بقرمد ( 3 )
1 - يوسف : 42 . 2 - ذكره الشيخ الطوسي في « التبيان في تفسير القرآن » : 1 / 31 ونسبه إلى لبيد بن ربيعة . وذكره ابن جرير الطبري في « جامع البيان » : 1 / 93 . 3 - ذكره ابن منظور في لسان العرب : 5 / 233 : « قنطر » .
305
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 305