responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي    جلد : 1  صفحه : 251


و ( الّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) وعن قول اللّه عزّ وجلّ : ( تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا ) وعن قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَلَو تَرى إِذْ يَتَوفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ ) ( 1 ) ، وقد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلاّ اللّه عزّ وجلّ فكيف هذا ؟ فقال : إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعواناً من الملائكة يقبضون الأرواح - بمنزلة صاحب الشرطة ، له أعوان من الإنس و يبعثهم في حوائجه - فتتوفّاهم الملائكة ويتوفّاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو و يتوفّاهم اللّه عزّ وجلّ من ملك الموت ( 2 ) .
إلى غير ذلك من الأخبار التي تضاهيها فأُبهم الفاعل ; ليبقى التوفّي على إطلاقه ، أو لعدم علم المتكلّم بأنّ الواقع أيّ نوع من الأنواع الثلاثة . هذا إن قرئ « توفّيت » على البناء للمفعول .
فإن قرئ مبنيّاً للفاعل ، فترك المفعول للرابع والخامس من الوجوه ولاتّباع الاستعمال الغالب ، ولتنزيله منزلة « متّ » .
الثالثة : التعبير عن التوفّي بالماضي ; لتنزيله في القطع بحصوله منزلة الماضي ، ولذا نرى الغالب بعد « إذا » هو الماضي ; لما عرفت أنّ « إذا » للقطع بحصول الشرط .
وفيه نكتة أُخرى : هي أنّه لمّا كان أمراً مكروهاً ثقيلاً على النفوس وأراد المتكلّم توطين نفسه عليه ، أبرزه في صورة الأمر الواقع ليسرع نفسه في التهيّؤ والتوطّن له أو تسلّى بأنّه كأنّه قد وقع وانقضى ، أو أنّ الناظم رحمه اللّه لمّا رأى أنّ من المتكلّمين بذلك من يطمع في الملك ويرغب في توفّي النبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عبّر بالماضي على


1 - الأنفال : 50 . 2 - الشيخ الصدوق : من لا يحضره الفقيه : 1 / 136 ، ح 368 .

251

نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست