مثله كاف .ثمّ إنّ الجمهور على أنّها لا يليها إلاّ ماض لفظاً ومعنًى ، أو معنى فقط ، وأنّه إن وليّها مضارع قلبتها إلى الماضي ، على عكس « ان » ، كقوله تعالى : ( لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ ) ( 1 ) .وزعم قوم أنّ استعمالها في المضي هو الغالب وأنّها قد تستعمل للشرط في المستقبل بمعنى « ان » كقوله :وَ لَوْ تَلتَقي أَصْداؤنا بَعْدَ مَوْتِنا * وَمِنْ دُونِ رَمْسَيْنا مِنَ الأرْضِ سَبْسَبُ لَظلَّ صَدَى صَوْتِي وإنْ كُنْتُ رِمَّة ً * لِصَوْتِ صَدَى لَيلَى يَهَشُّ وَيَطْرَبُ ( 2 ) وقوله :وَ لَوْ أنَّ لَيلى الأَخْيَلِيّةَ سَلَّمَتْ * عَليَّ وَدُونِي جَنْدَلٌ وَصَفائِحُ لَسَلَّمْتُ تَسْلِيمَ البَشاشَةِ أَو ْزَقا * إلَيها صَدىً مِنْ جانِبِ القَبْرِ صائِحُ ( 3 )
1 - الأعراف : 100 . 2 - البيتان من قصيدة لأبي صخر الهُذَلي ، وهما آخرها . ونسبهما العيني في الكبرى لقيس بن الملوّح المجنون ، و ليس كذلك . ( شرح شواهد المغني : 2 / 643 ، الشاهد 403 ) . 3 - البيتان لتوبة بن الحُميّر - بضمّ الحاء المهملة ، وفتح الميم وتشديد الياء المثناة . شرح شواهد المغني : 2 / 644 ، الشاهد : 404 . و « الجندل » : بفتح الجيم وسكون النون : الحجارة . والصفائح : الحجارة العراض تكون على القبور ، وهي جمع صحيفة . ; وزق : بالزاي والقاف : الصدى ، وقد ذكر معناه في الحاشية . والأصداء : جمع صدى ، وهو الذي يجيئك بمثل صوتك في الجبال وغيرها ، صمّ صداه وأصم اللّه صداه ، أي أهلكه لأنّ الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئاً فيجيبه . والرمس : تراب القبور . وسبسب : بمهملتين مفتوحتين وموحدتين أوّلهما ساكن : المفازة . والرِّمّة - بكسر الراء وتشديد الميم - : العظام البالية ، والجمع : رمم ورمام ، رمّ العظم يرم إذا بلى . وهشّ من الهشاشة وهو الارتياح والخفة للشيء ( منه ) .