نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 202
وممّا يدلّ على جواز التعلّق بحرف المعنى خصوصاً : كَأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْباً ويابِساً * لَدَى وَكْرَها العُنّابُ والحَشَفُ البالي ( 1 ) فإنّ « كأنّ » هنا قد عمل في الحال والظرف جميعاً وإذا عمل في الحال فبالطريق الأولى يجوز عمله في الظرف . وأمّا المانعون من التعلّق بالحرف فيقدّرون في أمثال ما ذكر فعلاً مناسباً لمعنى ذلك الحرف يتعلّق به الظرف ، فعلى قولهم يكون الظرف هنا متعلّقاً بأشبه أو شبهت مقدّراً . و « ما » إمّا موصولة اسمية أو موصوفة . و « شَفَّنِي » صلة أو صفة . و « من » في « من حب أروى » : للبيان أو التبعيض ، والظرف مستقر حال عن الضمير في « شفّ » أو عن « ما » أو صفة أُخرى ل « ما » ، وإمّا موصولة حرفية و « من » زائدة ، فيكون مجرورها فاعل « شفّ » . أو للتبعيض ، ويجوز جعلها مع مجرورها فاعلاً لكونها بمنزلة « بعض » كما وقع مفعولاً في قوله تعالى : ( حتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّون ) ( 2 ) ، أو تقدّر له موصوفاً أي شيء من حبّ أروى كما تقدّر في الآية مثل ذلك . ومجموع البيت إمّا مستأنف أو خبر « ليت » كما عرفت ، أو خبر آخر له إن كان « والقلب شج موجع » خبراً له ، أو حال أُخرى إن كان ذلك حالاً .
1 - من قصيدة لامرئ القيس بن حجر الكندي مطلعها : « الأعم صباحاً أيها الطلل البالي » ( ديوانه : ص 33 ) . 2 - آل عمران : 92 .
202
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 202