< شعر > وينعم طرفي إن روته ، عشيّة ، لإنسانه عنها بروق ، وأهدت [1] ويمنحه ذوقي ولمسي أكؤس الشّراب ، إذا ليلا ، عليّ أديرت [2] ويوحيه قلبي للجوانح باطنا بظاهر ما رسل الجوارح أدّت [3] ويحضرني في الجمع من باسمها شدا فأشهدها ، عند السّماع ، بجملتي [4] فينحو سماء النّفح روحي ومظهري المسوّى بها ، يحنو لأتراب تربتي [5] فمنّي مجذوب إليها وجاذب إليه ، ونزع النّزع في كلّ جذبة [6] وما ذاك إلَّا أنّ نفسي تذكَّرت حقيقتها ، من نفسها ، حين أوحت فحنّت لتجريد الخطاب ببرزخ التّراب ، وكلّ آخذ بأزمّتي [7] وينبيك عن شأني الوليد ، وإن نشا بليدا ، بإلهام كوحي وفطنة [8] إذا أنّ من شدّ القماط ، وحنّ ، في نشاط ، إلى تفريج إفراط كربة [9] يناغي ، فيلغي كلّ كلّ أصابه ويصغي لمن ناغاه ، كالمتنصّت [10] وينسيه مرّ الخطب حلو خطابه ويذكره نجوى عهود قديمة [11] < / شعر >
[1] الطرف : النظر . روته : زارته . انسان العين : بؤبؤها . [2] أكؤس : جمع تكسير لكأس . [3] الجوارح : الحشا . أدت : أوصلت . [4] الشدا : الغناء . بجملتي : لكل جسدي . [5] ينحو : يتجه . النفح : الريح الطيبة . الأتراب : واحدها الترب وهو الرفيق . التربة : المقبرة . [6] المجذوب : المشدود . والجاذب اسم فاعل من جذب بمعنى شد . النزع : الموت . [7] البرزخ : القناة بين موضعين . الأزمة : مفردها الزمام وهو العنان أو الرسن . [8] ينبيك : يخبرك . نشا : نشأ وترعرع بليدا : كسولا خاملا . [9] شد القماط : كناية عن صغر السن . التفريج : الترويح . الإفراط : الكثرة . الكربة : الهم والضيق . [10] المناغاة : كلام الحب . الكلّ : التعب . المنصت : المستمع بدقة . [11] الخطب : الأمر العظيم . النجوى : حديث القلب .