عامل البحرين وهجر وقال : انطلقا إليه فاقتضيا جوائزكما فلما خرجا من عنده قال المتلمس : يا طرفة ! إنك غلامٌ حديث السن ولست تعرف ما أعرف وكلانا قد هجاه ولست آمن أن يكتب بما نكره فتعال ننظر في كتبه ! فقال طرفة : لم يكن ليقدم علي بمثل هذا وعدل المتلمس إلى غلام عبادي من أهل الحيرة فقال : إقرأ ما في هذه الصحيفة فإذا فيها السوء فألقاها في النهر وتبع طرفة يريد أن يرده فلم يدركه . وقدم طرفة على عامل البحرين وهو ربيعة بن الحرث وهو الذي كتب إليه في شأن طرفة والمتلمس فقال المتلمس يذكر ما كان من أمره : الطويل فألقَيتُها من حَيثُ كانَت فإنّني * كذلكَ أقفُوا كلّ قِطٍ مُضَلَّلِ رَضِيتُ لها بالماءِ لمّا رأيتُها * يَجولُ بها التيّارُ في كلِّ جَدوَلِ ومضى طرفة حتى إذا كان ببعض الطريق سنحت له ظباءٌ فيها تيسٌ وعقابٌ فزجرها طرفة لَعَمري لقَد مَرّتْ عَواطِسُ جَمّةٌ * وَمَرّ قُبَيلَ الصّبحِ ظبيٌ مُصَمِّعُ وعجزاءُ دفّتْ بالجَناحِ كأنّها * معَ الصّبحِ شيخٌ في بِجادٍ مُقَنَّعُ فلَن تَمنَعي رِزقاً لعَبدٍ يَنالُهُ * وهل يَعدُوَنْ بؤساكِ ما يُتَوَقّعُ