الله عليه وسلم منذ أربعين سنة ! قال : فشهق حتى ظننا أن نفسه قد خرجت وانخفض حتى صار كالفرخ وأنشأ يقول : الكامل ولَرُبَّ راجٍ حِيْلَ دونَ رَجائهِ * وَمُؤمِّلٍ ذَهَبَتْ بِهِ الآمالُ ثم جعل ينوح ويبكي حتى بل دمعه لحيته فبكينا لبكائه ثم قال : ويحكما ! فمن ولي الأمر بعده قلنا : أبو بكر الصديق وهو رجل من خير أصحابه قال : ثم من قلنا : عمر بن الخطاب قال : أفمن قومه قلنا : نعم . قال : أما إن العرب لا تزال بخيرٍ ما فعلت ذلك . قلنا : أيها الشيخ قد سألتنا فأخبرناك فأخبرنا من أنت وما شأنك فقال : أنا السفاح بن الرقراق الجني لم أزل مؤمناً بالله وبرسله ومصدقاً وكنت أعرف التوراة والإنجيل وكنت أرجو أن أرى محمداً صلى الله عليه وسلم فلما تفرقت الجن وأطلقت الطوالق المقيدة من وقت سليمان عليه السلام اختبأت نفسي في هذه الجزيرة لعبادة الله تعالى وتوحيده وانتظار نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وآليت على نفسي أن لا أبرح ههنا حتى أسمع بخروجه ولقد تقاصرت أعمار الآدميين وإنما صرت فيها منذ أربعمائة سنةٍ وعبد منافٍ إذ ذاك غلامٌ يفعةٌ ما ظننت أنه ولد له ولد وذلك أنا نجد علم الأحداث ولا يعلم الآجال إلا الله تعالى والخير بيده وأما أنتما أيها الرجلان فبينكما وبين الآدميين من الغامر مسيرة أكثر من سنة ولكن خذا هذا العود فاكتفلا به كالدابة إذا نام الناس فإنه يؤديكما إلى بلدكما وأقرئا محمداً مني السلام فإني طامع بجوار قبره . قال : ففعلنا ما أمرنا به فأصبحنا في مصلى آمد . وقد روي أن عبيد بن الأبرص خرج في ركبٍ فبينما هم يسيرون إذا بشجاع