عليها ثم قال : ممن الرجل فقلت : حميريٌّ شامي قال : نعم أهل الشرف القديم . ثم تحدثنا طويلاً إلى أن قلت : أتروي من أشعار العرب شيئاً قال : نعم سل عن أيها شئت ! قلت : فأنشدني للنابغة ! قال : أتحب أن أنشدك من شعري أنا قلت : نعم ! فاندفع ينشد لامرئ القيس والنابغة وعبيد ثم اندفع ينشد للأعشى فقلت : لقد سمعت بهذا الشعر منذ زمانٍ طويلٍ . قال : للأعشى قلت : نعم ! قال : فأنا صاحبه . قلت : فما اسمك قال : مسحلٌ السكران بن جندل فعرفت أنه من الجن فبت ليلةً الله بها عليمٌ ثم قلت له : من أشعر العرب قال : إرو قول لافظ بن لاحظ وهيابٍ وهبيدٍ وهاذر بن ماهر قلت : هذه أسماء لا أعرفها . قال : أجل ! أما لافظٌ فصاحب امرئ القيس وأما هبيد فصاحب عبيد بن الأبرص وبشر وأما هاذرٌ فصاحب زياد الذبياني وهو الذي استنبغه . ثم أسفر لي الصبح فمضيت وتركته . قال الزرودي : فحسن لي حديث الشامي حديث أبي . وذكر مطرف الكناني عن ابن دأبٍ قال : حدثني رجلٌ من أهل زرود ثقةٌ عن أبيه عن جده قال : خرجت في طلب لقاحٍ لي على فحلٍ كأنه فدن يمر بي يسبق الريح حتى دفعت إلى خيمةٍ وإذا بفنائها شيخٌ كبيرٌ فسلمت فلم يرد علي فقال : من أين وإلى أين فاستحمقته إذ بخل برد السلام وأسرع إلى أمامي فقال : أما من ههنا فنعم وأما إلى ههنا فوالله ما أراك تبهج بذلك إلا أن يسهل عليك مداراة من ترد عليه ! قلت : وكيف ذلك أيها الشيخ قال : لأن الشكل غير شكلك والزي غير زيك فضرب قلبي أنه من الجن وقلت : أتروي من أشعار العرب شيئاً قال : نعم ! وأقول ،