باب خبر لبيد بن ربيعة قال الذين قدموا لبيد بن ربيعة : هو أفضلهم في الجاهلية والإسلام وأقلهم لغواً في شعره . وقد قيل عن عائشة رضي الله عنها إنها قالت : رحم الله لبيداً ما أشعره في قوله : الكامل ذهبَ الذينَ يُعاشُ في أكنافِهِمْ * وبقيتُ في خَلَفٍ كجلدِ الأجرَبِ لا يَنفَعون ولا يُرَجّى خيرُهم * ويُعابُ قائلُهُمْ وإنْ لم يَشْغَبِ ثم قالت : كيف لو رأى لبيد خلفنا هذا ! ويقول الشعبي : كيف لو رأت أم المؤمنين خلفنا هذا ! فصل آخر قال : وكان لبيد جواداً شريفاً في الجاهلية والإسلام وكان قد آلى في الجاهلية أن يطعم ما هبت الصبا ثم أدام ذلك في إسلامه . ونزل لبيد الكوفة وأميرها الوليد بن عقبة فبينا هو يخطب الناس إذ هبت الصبا بين ناحية المشرق إلى الشمال فقال الوليد في خطبته على المنبر : قد علمتم حال أخيكم أبي عقيل وما جعل على نفسه أن يطعم ما هبت الصبا وقد هبت ريحها فأعينوه ! ثم انصرف الوليد فبعث إليه بمائةٍ من الجزر واعتذر إليه فقال : الوافر أرَى الجَزّارَ يَشْحَذُ شَفرَتيهِ * إذا هَبّتْ رِياحُ أبي عَقيلِ