لاحظ الباحث : أن التمييز بين المستويين المذكورين كان حاضراً في ردود البلاغي على الوهابية . فعلى مستوى مقاصد الخطاب يمكن التمثيل بالأحاديث التي رواها العامة واستدل بها الوهابيون على حرمة البناء على القبور مطلقاً . ناقش البلاغي تلك الأحاديث ، وكشف عن قصور فهم الوهابيين ؛ لقصورهم عن إدراك مقاصد الخطاب . أما مقاصد الأحكام فمثل لها الباحث بثلاثة مقاصد هامة هي : الإمامة والعدالة والنية . يعتبر البلاغي مسألة الإمامة أكبر مصلحة عامة ينتظم بها صلاح الأمة ويتحقق بها إصلاح إمور البشر عامة ، كما كان يرى : أن غياب العدالة يلزم منه الوقوع في التطرف أو ارتكاب الظلم ، وكلاهما نقيضان للاعتدال ، في إشارة إلى ظلم الوهابية للعباد وإفسادهم في البلاد . وأما النية وقصد المكلف فيقرر البلاغي دورهما في تحديد الحكم الشرعي ، فلا يصح حينئذٍ اعتبار التوسل والشفاعة شركاً وسخرية بالدين .
طبع في : قم ، نشر مركز العلوم والثقافة الإسلامية ، مطبعة النگارش ، ط 1 ، 1429 ه‌ . ق ، 2008 م ، ضمن ( مجموعة مقالات المؤتمر العالمي / 6 ) لتكريم العلامة البلاغي ، من ص 293 - 313 .
اُنظر : جكيده مقالات فارسي وعربي كنكره بين المللي علامه بلاغي : 111 .
573 ) فلسفة زيارة أهل القبور . [ بالفارسية ] تأليف : عبد المجيد ميرداماد .
وهو في موضوع زيارة القبور وردِّ الشبهات في تحريم ذلك ،

324