وفي سنة 1218 ه‌ استولوا على مكة بدون قتال ، وعاثوا [1] فيها فساداً فهدموا أولاً ما في المعلى من القبب وهي كثيرة ثم هدموا قبة مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومولد أبي بكر وعلي ( عليه السلام ) وقبة السيد خديجة وهدموا أيضاً قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين فهدموها ثم أمر أميرهم سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود علماء مكة أن يدرسوا عقيدة محمد بن عبد الوهاب المسماة ب - ( كشف الشبهات ) فلم تسعهم المخالفة إلى غير ذلك من أمور أخرى .
وفي سنة 1220 ه‌ غزوا نجران وما والاها .
وفي سنة 1220 ه‌ انقطع الحجّ من البلاد الإسلامية حيث انقطع الحج العراقي والإيراني ، وبعد عام واحد سنة 1221 ه‌ انقطع الحجّ الشّامي ، وفي عام 1222 انقطع الحجّ المصري ، والسّبب في هذا كلّه أن سعوداً الكبير ( الوهابي ) أراد أن يجبر الحجاج على اعتناق مذهبه والالتزام بدعوته ، ولما رفض المسلمون ذلك منعهم من الحجّ ، واعتبرهم هراطقة كفرة .
وفي سنة 1221 ه‌ غزوا المدينة المنورة ، واستولوا عليها ، وانتهبوا التّحف والأموال الموجودة في الحجرة النبويّة الشّريفة ، يقول الجبرتي في تأريخه : وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبويّة وجواهرها ، حتى أنّهم ملؤ أربع سحاحير من الجواهر المحلاة بالماس والياقوت العظيمة القدر ، ومن ذلك أربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة ماس تضيء في الظلام ونحو مائة سيف لا تُقَوُم قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ونزل عليها ماس

[1] عثا : عَثْواً ، وعُثياً ، وعَثَياناً : أفسد أشد الإفساد .

12