مصادف ، أنهما قالا : اختلف قول ابن الغضائري فيه ، ففي أحد الكتابين أنه ضعيف ، وفي الآخر أنه ثقة - إلى آخر كلامه [1] . ويحتمل عندي أن كتابه أن كتابيه هو ما ذكره الشيخ في " الفهرست " ، و روى عن بعضهم تلفها ، ولا بعد في أن لا يقف عليهما الشيخ ويروي عن بعضهم تلفهما ، ولكن يعثر عليهما النجاشي ، فإن الظاهر بل المنقول عن " الفوائد الرجالية " للعلامة الطباطبائي بحر العلوم : أن تأليف رجال النجاشي متأخر عن تأليف رجال الشيخ وفهرسته [2] ، ويؤيده أنه لم يذكر النجاشي في واحد من كتابيه ، ولكن النجاشي ذكر الشيخ وبعضا من مؤلفاته وعد منه فهرسته ، مع أن الاستبعاد وارد مطلقا ، فإن الشيخ لم يذكر في رجاله أيضا كتابا لابن الغضائري كما سمعت نقله آنفا ، فكيف لم يقف عليه ووقف عليه النجاشي معاصره ؟ ثم وقفت على كلام العلامة بحر العلوم منقول عن فوائده ، صرح بما احتملنا من غير ترديد [3] .
[1] روضات الجنات 1 / 55 . [2] قال العلامة بحر العلوم في رجاله 2 / 46 : " تقدم تصنيف الشيخ لكتابيه : الفهرست ، وكتاب الرجال على تصنيف النجاشي ، فإنه ذكر فيه الشيخ ( رحمه الله ) ووثقه وأثنى عليه ، وذكر كتابيه مع سائر كتبه " . [3] رجال بحر العلوم 2 / 49 : " ومن هذا يعلم أن الشيخ ( رحمه الله ) لم يقف على كتب هذا الشيخ وظن هلاكها ، كما أخبر به ، ولم يكن الامر كذلك ، لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها وإخباره عنها . وقد بقي بعضها إلى زمان العلامة ( رحمه الله ) ، فإنه قال في ترجمة محمد بن مصادف : اختلف قول ابن الغضائري فيه : ففي أحد الكتابين : أنه ضعيف ، وفي الآخر : أنه ثقة " .