37 ه . وكانت مصر كلَّها موالية لأهل البيت عليهم السّلام [ ما عدا قرية خربتا ] فوقف المسلمون فيها في وجه الظلم الأموي ، ونظرا لأهميّتها الجغرافية في العالم الإسلامي ، قامت قيامة معاوية على هذه الولاية ، فأرسل إلى والي قلزم أنّه سيعفيه من الخراج ما دام أحدهما حيّا إذا قضى على مالك الأشتر . فلمّا نزل مالك مصر أكرمه والي قلزم غاية الإكرام ثمّ سقاه شربة عسل ، فمات من أثرها . فأعلن معاوية قوله : « كان لعلي يمينان قطعت إحداهما بصفين والأخرى بالقلزم » . ثمّ افتعل الحديث : « إنّ للَّه جنودا من العسل » كما أشار إلى هذا الوضع المحدّثون . ومرقد مالك اليوم في منطقة تسمّى « القلج » تبعد عن القاهرة حوالي عشر كيلومترات ، زرته سنة 1396 ه ، وعلى قبره لوحة وصفها العلَّامة عبد الرّسول الشيرازي سنة 1343 ه راجع : « مزارات أهل البيت » و « مستند نهج البلاغة » . أسند إلى العهد كل من الطوسي في الفهرست : 85 . والنجاشي في الرّجال : 8 ، باسنادهما إلى الأصبغ بن نباتة المجاشعي ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام ، كما أشار إلى هذا العهد القلقشندي في صبح الأعشى 3 : 319 ، وأورده في المجلَّد 10 : 12 . وللعهد شروح كثيرة منها « الراعي والرعيّة » للمحامي توفيق الفكيكي ، طبعة بغداد سنة 1358 ه - 1939 م . 8 - عهد الإمام عليه السّلام للمجوس : نسخة في مكتبة زرادشت بطهران في سبع صفحات . أوّله بعد البسملة : « هذا كتاب من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لبهرام تساد بن خير إدريس المجوسي والمتولَّي أمر دينهم وأهل بيته المنسوب [ كذا ] إلى آزرباد بن مار إسفنداد الفارسي : إنّي قد أمنتكم على دمائكم . . . » . وآخره : « والسّلام عليكم ويرحمكم ربّكم . كتبه ابنه حسين بن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في رجب المرجّب سنة 39 من هجرة النبي العربي » . ويلي هذا العهد ترجمته بالفارسية المستعملة في عصرنا ، ولم أجد لهذا العهد مصدرا آخر . وصوّرته . وآثار الوضع في هذا العهد بادية واضحة ، حيث أنّ التعبير بعبارة : « يرحمكم