وبنصوص مختلفة ، ممّا دعي ابن حجر العسقلاني ( ت / 922 ه ) أن يقول : « والجمع بين هذه : أن الصحيفة كانت واحدة وكان جميع ذلك مكتوبا فيها فنقل كل من الرواة عنه ما حفظ » . انظر إرشاد الساري 1 : 204 طبعة بولاق سنة 1304 ه .
ووصفت الصحيفة في روايات أهل البيت عليهم السّلام بعنوان كتاب علي ، وأكتفي بواحدة منها ، رواها الصدوق في « معاني الأخبار » بإسناده عن الصّادق عليه السّلام : « قال : قال أبو جعفر :
يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم ، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان . وإنّي نظرت في كتاب علي عليه السّلام فوجدت في الكتاب أنّ قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته . إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب النّاس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدّنيا . انظر البحار 1 : 184 .
ورأيت عند الشيخ علي كاشف الغطاء الإمام بالصحن العلوي الشريف ملفا خاصّا يعده في جمع روايات الصحيفة من طرق الخاصّة والعامّة وقد بلغت المائة وفّقه الله لإتمامه .
وحدّثني محدّث اليمن السيّد محمود المؤيّد في أيام الحج سنة 1396 ه ، أنّ لديه نسخة من صحيفة أمير المؤمنين سمعها من السيّد إسحاق ، ووعدني بإرسالها ، ولكنّها لم تصلني بعد .
كما وألَّف الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب « صحيفة علي بن أبي طالب » طبعة دار السّلام في القاهرة سنة 1406 ه - 1986 م . وقد درس هذا الباحث صحيفة علي عليه السّلام من وجهة نظر واحدة ، ولم يراجع في دراسته ولا مصدرا واحدا لأهل البيت عليهم السّلام كما ينبئ عن ذلك فهرس مصادره ، ولا حول ولا قوة إلَّا باللَّه .
كما أنّ في فهرس مكتبة رامپور بالهند وصف كتاب بعنوان صحيفة الإمام علي برقم 903 - م ك .
أوّلها : « سبحان الله العظيم وبحمده » . ينبغي مراجعتها للتأكَّد منها .
7 - عهد الإمام علي عليه السّلام إلى مالك الأشتر النخعي :
وهو من العهود المطبوعة بكثرة والموجود في نهج البلاغة ، ولعظم شأنه وطوله كثرت الشروحات عليه ، وقد عهد به الإمام علي عليه السّلام لمالك الأشتر حين ولَّاه مصر سنة

84