من خصائص القرن الثامن من خصائص القرن الثامن ظهور القرن الدولة العثمانية التي أسسها عثمان غازي بن طغرل ( ت / 680 ه ) على أنقاض الدولة العباسية ، والتي استمرت إلى القرن الرابع عشر الهجري حيث ألغيت في 1341 ه 1922 م . بعد ان استولت على مناطق شاسعة من أوربا وآسيا وإفريقيا ، وقضت على عاصمة البيزنطيين - القسطنطينية - وسمّتها اسلامبول ، أي مدينة الإسلام وخضعت لسيادتها كلّ الأقطار الإسلامية ما عدا اليمن وإيران ، حيث كان فيهما دولتان شيعيتان ، وقد واجهت الشيعة الاقلية في ظل حكمها وفي مناطق نفوذها أشد أنواع العذاب ، وخاصة في لبنان وسوريا والعراق ، وكان شيعة العراق أحسن حالا من غيرهم لحرمة العتبات المقدسة التي تنافست على تكريمها الدولتان العثمانية والإيرانية . وشاعت في عهد العثمانيين الطرق الصوفية ، وأسست الدولة العثمانية الانكشارية الفدائيين للدولة ، وساندت الدولة الطريقة البكتاشية التي عرفت بأنّها موالية للفكر الشيعي وخاصة في الفتوّة المستندة إلى الإمام علي عليه السّلام . ومن خصائص القرن الثامن ان المغول كانوا أعداء للدول الإسلامية ، وكانت غايتهم الحكم ونهب ثروات البلاد ، وبعد إسلام بعضهم لم يجدوا بدّا - ظاهرا - عن إبداء المرونة في ممارسة التعاليم المغولية في الحكم ، وبذلوا جهودا منسّقة في التوفيق بين التقاليد الجاهلية والتعاليم الإسلامية ، ولكنها كانت في الدرجة الاولى للحفاظ على السيرة المغولية ، وكان من الطبيعي أن تقوم دويلات تتحرى مصالح شعوبها أو مصالحها ما وجدت إلى ذلك سبيلا ، فكانت الدول التيمورية والسربدارية وغيرها . وفي سنة 664 ه حينما أعلن مبارك شاه إسلامه - ولعله كان لغرض سياسي محض - عزل في نفس العام لذلك لم نجد تحوّلا إلى الإسلام لفترة طويلة في عصرهم . ومن خصائص هذا القرن أيضا : قيام دول إسلامية في مناطق بعيدة عن حاضرة الإسلام - العراق وإيران والشام - كالهند والسند ، وذلك بفضل الكتب الإسلامية التي